منظمة المدن العربية في ندوة حول الاستدامة الحضرية

مشاهدة المؤتمر (فيديو)

شاركت منظمة المدن العربية في ندوة منظمة UCLG-MEWA التي جاءت ضمن سلسلة من الندوات والجلسات التي تعقدها حول الاستدامة الحضرية. جاء تنظيم الندوة عبر الاتصال المرئي بالتعاون مع منظمة UCLG-MEWA والمكتب الإقليمي للدول العربية التابع لموئل الأمم المتحدة وبمشاركة عدد من رؤساء البلديات والخبراء والمختصين في التنمية المستدامة.


جاء انعقاد الندوة بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمدن والذي يحتفل به هذا العالم تحت شعار "تقييم مجتمعاتنا ومدننا" .وقد تنوعت النقاشات  في الجلستين  حول الرؤى والخبرات المحلية في أيجاد الحلول لمواجهة التحديات الخاصة بالمدن والتي تواجهها الحكومات المحلية خلال جائحة "COVID-19" وإبراز دور المجتمعات المحلية في بناء قدرة المدن على الصمود والعمل على تحقيق مدينة أفضل وحياة أفضل.


أكد امين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح دور المدن والإدارات المحلية في الأزمات وقال: لقد عاشت المدن في العالم جائحة كورونا COVID-19 وكان تحدياً كبيراً لمواجهة هذا الوباء الذي سرعان ما بدأت المدن والإدارات المحلية والحكومات في اتخاذ الخطط والإجراءات الاحترازية اللازمة.

وفي ظل أزمة كورونا وبما أن الظروف التي نعيشها تعتبر استثنائية تلعب الإدارات المحلية دوراً في تخطي هذه الازمة مما يتطلب وجود خطط استباقية لمواجهة أي مستجدات بأن تكون المدن مهيأة لأي متغيرات طارئة الأمر الذي يحقق استمرارية تقديم الخدمات وسهولة الحصول عليها للجميع.


وأضاف الصبيح: أن الأزمات تأتي بأشكال وأحجام مختلفة وكل أزمة فريدة من نوعها وتحتاج الى استجابة خاصة بها. إلا أنها تتشابه فيما بينها وبطريقة التعامل، مما يتطلب اتخاذ إجراءات لدعم المجتمعات ومساعدتها على تخطي الظروف الصعبة عبر تأمين المخزون الغذائي والطبي وتوفير السيولة اللازمة وتقديم التسهيلات الممكنة من خفض بعض الأسعار او تأجيل للفواتير أو إعفاء من بعض الرسوم للجهات المتضررة لاسيما في القطاعات المنتجة للحد من سلبيات الازمة بالإضافة إلى تأجيل للقروض كحل للمشاريع المتوسطة والصغيرة وذلك بالتفاهم مع جهات الاختصاص ووفق الية مدروسة للحفاظ على الاقتصادات بمستوى معقول.


وأكد أهمية تعزيز العمل التطوعي الذي لعب دورا بارزاً في أزمة كورونا من خلال تشكيل لجان عمل تطوعية من الإدارات المحلية لتكون على قدر من الاستعداد لأي طارئ للقيام بدورها في تأمين المواد والاحتياجات الأساسية لمن هم أقل دخلا وتقديم المساعدة المطلوبة لكبار السن أو المرضى مما يحقق اشراك المواطنين والتواصل معهم بشكل مباشر ويعزز روح التضامن والتكاتف بين المواطنين وبأنهم جزء من المنظومة الإدارية. وقال: من خلال متابعتنا كانت هناك تجارب ناجحة في عدد من المدن العربية في مجال العمل التطوعي والاندماج ضمن إجراءات الإدارات المحلية خلال الأزمة... وهذا يقودنا نحو تفعيل دور هيئات المجتمع المدني باختلاف اختصاصاتها والتعاون بينها وبين الإدارات المحلية... باعتبار أنها مسؤولية اجتماعية تجاه أي متغيرات أو مستجدات.


وأشار إلى دور الإدارات المحلية في بناء المدن وحياة الساكنين في مختلف الظروف وأن تعزيز عمل هيئات المجتمع المدني من خلال التعاون مع الإدارات المحلية يحقق شراكة واقعية وفاعلة تنعكس إيجابا على ما يقدم من خدمات كما تعزز من الروابط بين سكان المدينة وقربهم من بعضهم البعض...خاصة وأن عمل الإدارات المحلية لم يعد مقتصراً على جانب واحد بل أصبح عملها أكثر شمولية وفاعلية ما يدفعنا لتمكين الإدارات المحلية أكثر على نطاق واسع وتعزيز كيانها كجهاز يعمل للصالح العام .


  واختتم الصبيح قائلا: أن أزمة كورونا جعلتنا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى للقيام بنقلة نوعية في رسم السياسات الخاصة بتقديم الخدمات بمفهومها الواسع تجنبا لتداعيات الأزمات السلبية بالإضافة إلى أهمية رسم خطط التنمية وخاصة في مجالي التعليم والصحة والاستثمار في المنظومة الصحية والتعليمية. وكذلك تفعيل مفهوم المدن الذكية وتطبيقاتها وبرامجها المختلفة التي تمكن السكان من القيام بإنجاز المعاملات وعمليات البيع والشراء أو حجز المواعيد والتنقل والتعليم وغيرها من المجالات الحيوية اليومية دون توقف أو تأخير لأعمالهم لتكون المدن على قدر من الجهوزية في كافة القطاعات الخدمية في شتى الظروف.


من جهته قال الممثل الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية موئل د. عرفان علي: أن انعقاد الندوة يأتي في ظل الاحتفال الإقليمي باليوم العالمي للمدن والتأكيد على أهمية تمكين المجتمعات المحلية للتعافي الشامل من أزمة كورونا وتداعياتها. وأشار إلى أهمية النظر في التغييرات التي لن تعود إلى ما كانت عليه من قبل، والاتجاهات التي يمكن أن تستمر من أجل أن تشكل مستقبلا أفضل لبيئة مدننا. وقال: لقد أظهر وباء COVID-19 الدور المركزي الذي لا غنى عنه للمجتمعات المحلية و أن المجتمعات المحلية تمكنت في جميع أنحاء العالم من تنظيم وتعبئة جهودها من أجل الاستجابة بسرعة للتحديات العديدة والآثار الاجتماعية و الاقتصادية التي فرضها الوباء، ما يؤكد ان المدن قادرة على مجابهة التحديات وتجاوز الازمة.


 
وأشار أمين عام منظمة UCLG-MEWA محمد دومان إلى أهمية الندوة باعتبارها منبراً لتبادل الخبرات والتجارب حول ما عاشته المدن في ظل جائحة كورونا. كما اشار الى دور الإدارات المحلية ومسؤوليتها في تنظيم العمل الإداري لمواجهة التغييرات الناتجة عن الأزمة والتصدي للازمات. وقال: قامت المدن متمثلة بالإدارات المحلية في التصدي لجائحة كورونا وقد نجحت في هذا التحدي من خلال تكاتف الجهود والتعاون بين مختلف الفئات وإشراك المجتمعات المحلية في التعاون لمواجهة الأزمة.


واستعرضت محافظ دمياط منال عوض تجربة مدينة دمياط في التصدي للجائحة مؤكدة تكاتف الجهود المحلية في المحافظة وأهمية الخطط التي اتخذتها لتخطي الأزمة. 

 
كما قدم رئيس بلدية مدينة شيفشاون المغربية محمد سفياني عرضاً عن ما قامت به البلدية منذ اليوم الأول للجائحة .. مؤكدا أهمية دور المدن في مواجهة الوباء. وقال: كان هناك تجاوب وتكاتف بين مختلف الجهات وتمثل في مساعدة الفئات الهشة في ظل ظروف الأزمة. وبالرغم من حالة الطوارئ التي عاشتها المدينة إلا إننا استمرينا بالعمل وبتقديم الخدمات.


ولفت إلى أهمية مواكبة الخدمات الأساسية والإدارية والتقنية التي تقدمها الإدارات المحلية والعمل على تحقيق التنمية المستدام لتكون على قدر من الاستعداد في الأزمات. معتبراً الأزمة فرصة لبناء نموذج تنموي جديد من حيث الإشكاليات المناخية والاشكاليات الوبائية.

 
كما تم خلال الندوة تقديم عروض عن عدد من المدن والبلديات العربية من بينها صور وعمّان ومدن يمنية.


واختتمت أعمال الندوة بتأكيد المشاركين على أهمية دور الإدارات المحلية في التصدي لأي أزمات من خلال رسم الخطط والاستراتيجيات التي من شأنها مواكبة المتغيرات والمستجدات للحفاظ على مستوى تقديم الخدمات واستقرار المواطنين، والعمل على تحقيق التنمية المستدامة التي باتت مطلباً اساسياً لتطور المدن.