ندوة " نحو مدن امنة وشاملة ومستدامة" بتنظيم مشترك بين منظمة المدن العربية والالكسو

مشاهدة المؤتمر (فيديو)

بتنظيم مشترك بين منظمة المدن العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الاكسو" عُقدت ندوة " نحو مدن امنة وشاملة ومستدامة" عبر تقنية الاتصال المرئي وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمدن بمشاركة عدد من المدن: الرياض، عمّان، تونس ونواكشوط.


جاء انعقاد الندوة تأكيداً على الدور الذي تلعبه المدن في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة وبناء مدن المستقبل في ظل المتغيرات والتطورات المتسارعة.


قال أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح في كلمته في افتتاح أعمال الندوة أن اليوم هناك حاجة ملحة إلى التغيير واعتماد خطط وبرامج واستراتيجيات لمواجهة أسرع معدل للتحضر يعيشه العالم اليوم مؤكداً أهمية الاستمرار في رسم الخطط وتطوير الرؤى والبرامج وتعزيز التعاون والشراكات من أجل مواكبة هذه المتغيرات المتسارعة وضمان الاستدامة بمفهومها الشامل.


وأضاف قائلا: لقد أصبحت التنمية تفرض نفسها كمفهوم عملي للقضايا المتعددة والتحديات التي تواجه المدن.. فالتنمية تسمح بتقييم المخاطر ونشر الوعي وتوجيه العمل على المستويات المحلية والإقليمية والدولية بما ينسجم مع أجندة التنمية المستدامة وغاياتها وخاصة البند الحادي عشر " مدن امنة وشاملة ودامجة ومستدامة".


لافتاً إلى أن مفهوم التنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الفرد في الحاضر والمستقبل وتعمل على تجديد الموارد والثروات وإعادة التصنيع بشكل يضمن بيئة صالحة ونظيفة للأجيال الحاضرة والقادمة.


وقال: أن المدن تحتاج في مختلف مراحل التنمية الى احداث تحولات اجتماعية واقتصادية   للحفاظ على الرخاء وتوفير الخدمات وتحسين المعيشة والقضاء على الفقر وتعزيز المشاركة الاجتماعية وضمان الاستدامة البيئية وتعزيز المساواة  .. فالمدن تواجه تحديات كبيرة ومن الممكن التغلب على هذه التحديات من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات التي من شانها ان تحقق للمدن مواصلة النمو وأن تصبح مدن تتوافر فيها الفرص ويتاح فيها للجميع الحصول على الخدمات الأساسية والطاقة والإسكان والنقل وما هو اكثر من ذلك.


وأشار إلى أن هدف بناء مدن المستقبل في منطقتنا هو هدف بالغ الأهمية ونعمل جميعا من اجل بلوغه وتحقيق غاباته...وأن الانتقال إلى التنمية المستدامة ومساراتها يتطلب خطة عمل متكاملة تحقق التوازن بين الابعاد الثلاثة للتنمية المستدامة وهي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية إلى جانب تظافر الجهود والتعاون وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة لننعم بمدن شاملة ومستدامة.


واختتم الصبيح كلمته متمنيا للمدن العربية والمدن أجمع المزيد من الاستقرار والتقدم والازدهار.


من جهته قال امين منطقة الرياض رئيس المعهد العربي لإنماء المدن الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف: أتحدث إليكم اليوم، حول المُستقبل الذي نبتغيه لمدننا ونشكله بروية، في سبيل راحة الأجيال المُقبلة وأملًا في تعديل ملامح حاضرنا، كي يُصبح على مستوى آمال وطموحات السكان حول العالم.  وعلى كافة الأصعدة، تستحق مدننا الحديثة ما تحظى به من اهتمام، إذ أنها موطن رئيسي نختبر خلاله تحديات المستقبل، ومدى ملائمة أدواتنا للغد، ومواكبتها لاحتياجات المواطنين، المادية والمعنوية، وكذلك إنصافها لبيئتنا الطبيعية وكوكبنا محدود الموارد، الذي أصبح لزامًا علينا التفاعل معه بيقظة وحرص حفاظًا على حقوق الأجيال القادمة في العيش المستقر الآمن والاستمتاع بالخيرات.


وأشار إلى أن في وقتنا الحاضر مطلع العقد الثاني من القرن الـ 21، أصبحت الاستدامة بكافة أنواعها من عناصر تقييم المدن وتصنيفها الأساسية، الأمر الذي يدفع بتحديات تشييد وإدارة المدن لمستوى جديد، لم نعهده من قبل، خاصة مع ما تشهده المدن من تمدد مستمر، وزيادة مشهودة في الكثافة السكانية.

وقال: على سبيل المثال، يسكن الرياض ما يقارب 6.9 مليون نسمة قابلين للمضاعفة خلال العقود المقبلة، لكن التساؤلات العملية لم تعد متعلقة بتداعيات تعاظم حجم التجمعات السكانية، بل بسبل توظيفها وإدارتها وتحسين جودة حياة أفرادها وتحقيق أهدافهم المُشتركة مما يحقق أكبر قدر من المكتسبات للمدينة وسكانها.


ولفت أمين الرياض إلى النقلة التي حققتها الرياض في الأعوام الأخيرة على صعيد شكل المدينة وتطورها الحضري والذي شهد انقلابا في عملية صناعة المدينة والمتمثل في عدم التوقف عند توفير الأساسيات وحسب بل تجاوزها ليشمل مرحلة متقدمة من تخطي التحديات الأساسية لأي مدينة، إلى رفع مستوى جودة الحياة، وتأسيس منظومة مرنة تضمن التطوير والتحديث المستمر، ليتواكب خطوة بخطوة مع الزيادة السكانية السنوية، دون الإخلال بالمستوى المأمول من جودة حياة المواطنين.


وأضاف قائلا: أعوام من التخطيط والعمل، ضمنت لمدينة الرياض اجتياز اختبار الزيادة السكانية بكفاءة، وخطوات لا تتوقف من تحسين يوميّات المواطنين على كافة الأصعدة: خدميًا وبيئيًا وسكنيًا وتعليميًا ومروريًا وغيرها من المضامير التي شهدت تحوُلاً فارقًا بالتوازي لتحسين الحياة بصورة شاملة مرة واحدة، ونصب أعيننا تأسيس مدينة تتواءم مع طموحات السكان وتستجيب لها وتشاركهم تحقيقها يداً بيد.



هذه النقلة الفارقة التي نباهي بها نستطيع قراءتها بوضوح ودون لبس في كثير من المؤشرات الحضرية لمدينة الرياض، والتي أبرزت على سبيل المثال توزيعًا عادلاً للنطاقات الجغرافية ، ورصدت متوسطًا مناسبًا لعدد الطلاب في الفصل الواحد في المرحلة الابتدائية 23 طالبًا فقط، ونسبة بطالة لا تتعدى 6 % من السكان، فضلا عن معدل استهلاك رشيد للطاقة للفرد الواحد، هذا بالإضافة إلى مشروع "الرياض الخضراء " والذي يساهم في رفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء في المدينة، وزيادة نسبة المساحات الخضراء الإجمالية فيها من خلال إطلاق نشر وتكثيف التشجير في كافة عناصر المدينة ومختلف أرجائها، مع تحقيق الاستغلال الأمثل للمياه المعالجة في أعمال الري، بما يساهم في تحسين جودة الهواء وخفض درجات الحرارة في المدينة، وتشجيع السكان على ممارسة نمط حياة أكثر نشاطاً وحيوية بما ينسجم مع أهداف توجهات "رؤية المملكة 2030 ".مساهمة من الرياض في فاتورة الاستدامة والحفاظ على الكوكب.


بمجرد النظر إلى التجمعات السكانية المتعاظمة، يتبادر إلى الذهن مباشرة ضغط المجموع على الموارد المحلية، بوصفه نتيجة حتمية للكثافة السكانية، إلا أن البعض يغفل ما لهذه التجمعات من قوة خاصة و آثار إيجابية تتجاوز نطاق المدنية لتحسن من المستوى الوطني وخصوصاً عن طريق القوة البشرية والاقتصادية لتلك التجمعات وأثرها الفعال على الأسواق كمجموعات وأيدي عاملة في الوقت ذاته، إضافة إلى قدرة هذه الجماهير على دفع المدينة في سُبل التعمير والبناء والتحدي الأكبر يكمن في الموازنة ويكمن في تعظيم الإيجابيات و محاولة تخفيف الآثار السلبية .


وأضاف: عندما نذكر جودة الحياة التي يختبرها المواطنون يوميًا، فإننا نؤكد أنها كانت هاجسًا مبكرًا لقيادة المملكة، والتي حرصت على أن تكون حاضرة من البداية في رؤية 2030 لمستقبل البلاد، فجاء تعمير المدن بمعايير المستقبل وتأسيس المجتمعات بصورة ذكية كأحد ركائزها الراسخة.
وأشار إلى أن برنامج جودة الحياة، ضمن رؤية السعودية 2030، الهادف بالأساس لتحسين نمط معيشة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن، يمثل التصور التنفيذي لتهيئة مدن المملكة على نحو زاخر بالخيارات المنوّعة للمواطنين والمقيمين لتمضية  يوميّاتهم، هذا البرنامج العام الذي أبقى على التزامات سنوية مرحلية تصب بحلول 2030 في اقتناص جودة الحياة ورفاهيتها للسكان، كان للرياض منه نصيب أكبر، فكانت محلاً لواحد من أهم الفعاليات الترفيهية التي حازت اهتمام العالم العام الماضي، وأصبحت موطناً للعديد من المشاريع الترفيهية والتطويرية  بالإضافة إلى العديد من المحافل الرياضية.


وقال: خاضت الرياض التحديات العصرية باكرًا، واستعدت للغد بجهود واسعة وسخرت له من الطاقات ما منحها استحقاقًا للتفرد خلال العقد الجديد، فالرياض اُختيرت من قبل المجلس العالمي للبيانات عام 2018 لتُصبح أحد مراكز البيانات المحلية 2030، ضمن ثمان مدن أخرى فقط على مستوى العالم.


في أكتوبر من عام 2019 كذلك، تسلمت المدينة، شهادة الاستحقاق للمدن الذكية، ما أهل الرياض عن جدارة لكي تكون بين المدن المؤسسة لوضع مقياس عالمي للمدن الذكية المُستدامة.  وخلال عامنا الجاري، عايش العالم أحد تلك التحديات غير المتوقعة، ونجحنا بالفعل في تخطي اختبار عسير، وظروف استثنائية أعادت تشكيل أولوياتنا، ودعتنا للاتحاد إقليميًا ودوليًا، لمجابهة كوفيد -19 وما خلف من تداعيات على الحياة اليومية، أثرت على نظرتنا للواقع والمستقبل، كما دعتنا أيضًا لوقفة مع الذات ومراجعة ما اعتدنا عليه من مفاهيم.


واختتم أمين الرياض كلمته مثمناً الأدوار الفارقة التي تؤديها المنظمات العربية في رفع مستوى وعي المواطن العربي بمفردات الاستدامة واستيعاب القفزة العالمية الشاملة في مفهوم المدينة ومواكبة مثل هذه المفاهيم فكريًا وسلوكيًا، وفي مقدمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومنظمة المدن العربية، واللتين تسهمان على نحو فعّال بتنمية الوعي العربي في هذا السياق، وتأهيل المدن العربية والمواطنين العرب لفهم التصور الحداثي للمدن وتفعيل أهداف التنمية المستدامة في المخططات المستقبلية لكل عنصر من عناصرها.


وقالت رئيسة بلدية تونس شيخة المدينة ورئيسة مؤسسة التراث والمدن التاريخية العربية سعاد بن عبد الرحيم أن اليوم العالمي للمدن يذكرنا بدور وأهمية المدينة في تحقيق النمو المستدام.. وفي ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها المدن استطاعت أن تبذل جهود كبيرة لمواجهة أزمة كورونا وتداعياتها. مؤكدة أن التعاون بين قادة المدن له الأثر الإيجابي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة البند الحادي عشر.


من جهته اشار امين عمان رئيس المنتدى العربي للمدن الذكية ومجموعة العمل الثقافي للمدن العربية الدكتور يوسف الشواربه إلى ما يمر به العالم ومدننا العربية هذا العام بظرف استثنائي والذي يتزامن مع احتفال الأمم المتحدة بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشائها، في وقت يشهد فيه العالم اضطرابا كبيرا يتفاقم بفعل أزمة صحية عالمية غير مسبوقة ذات آثار اقتصادية واجتماعية خطيرة ألا وهي جائحة COVID-19. بالإضافة الى تحديات كبرى على كافة الأصعدة، الأمر الذي يستلزم بذل جهد أكبر لبلوغ الغايات المشتركة ومواكبة النمو المتسارع للتوسع السكاني والعمراني بخطط وبرامج تعزز من جودة الحياة ورفاهية الإنسان عبر بناء مدن حديثة ومتكاملة المرافق والخدمات.


وقال: يواجه الأردن كغيره من الدول عدة تحديات ناتجة عن جائحة كورونا، لكن وبالرغم من ذلك فقد استمرت مدينة عمان ساعية لتكون منعة بأهلها ومؤسساتها. فعلى مستوى السياسات، وضعت أمانة عمان الكبرى عدة توصيات بعد تقديم تقرير استجابة المدينة لفيروس كورونا غطت مجموعة متنوعة من السياسات الحضرية التي تركزت على: إعادة النظر في أساليب التخطيط الاستراتيجي وضرورة إنشاء نموذج علمي لإدارة الأزمات والكوارث الطبيعية على أساس مؤشرات حضرية حقيقية وإنشاء قاعدة بيانات تخطيطية شاملة لجعل عمان أكثر منعة وأماناً من حيث الصحة والأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تعزيز الحلول الحضرية الخضراء، حماية النظام البيئي الطبيعي، تعميم الإجراءات المناخية لخفض الغازات الدفيئة.


مؤكداً أن الهدف الأسمى للتنمية الذي تعمل جميع جهات الدولة من أجله هو المواطن وتهيئة واقع معيشي ملائم للعيش الكريم يوفر له الأمان والاستقرار، وذلك ضمن رؤية شاملة للتطوير الحضري والعمراني توازن بين الاحتياجات الحالية والمستقبلية وتوفير ركائز حياة معيشية أفضل للأجيال القادمة.


وقال: ان يوم المدن العالمي يشكل فرصة لتعزيز جهود المجتمع الدولي وتعزيز الشراكات ضمن منظومة عمل جماعية تستهدف الارتقاء بأوضاع سكان المدن.  فمستقبل المدن يتطلب اتخاذ اجراءات كفيلة بجعلها مكانا أكثر ملاءمة للعيش الكريم من خلال توفير الخدمات الضرورية وفق منظومة متكاملة تفي بمتطلبات التنمية المستدامة.


وأوضح د. الشواربه ان اهتمام الأردن الكبير وتوجه القيادة الهاشمية الرشيدة في الحفاظ على توازن وعمق العلاقات الأخوية بين الدول العربية يعتبر طريقا نحو دعم مدننا العربية في إنجاز مهمات التنمية المستدامة، بما في ذلك تحقيق أجندة التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، ونسج شراكات متجددة ودائمة مع المؤسسات الدولية العاملة في مجالات التنمية  وهذا يمكننا من تحويل الأفكار المبتكرة إلى فرص للأعمال وحلول لتحديات التنمية المستدامة، آخذين بالاعتبار دور قادة المدن في التأثير الإيجابي على الأجندات الدولية المعنية بالحياة اليومية في المدن، الأمر الذي  يصب في تحقيق شعار يوم المدن هذا العام الا وهو: “تقدير أهمية مجتمعاتنا ومدننا”  لتحقيق مدن آمنة وشاملة ومستدامة.


ويأتي المواطن (الانسان) ساكن المدينة وزائرها في صميم اهتمامنا، لذا كان من الضروري جعله محور التنمية والتأكيد على الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالمدن والمجتمعات المستدامة، وعدم اهمال أي فئة من فئات المجتمع عند التخطيط.


وقال: لقد أدركت مدينة عمّان أن تحقيق رؤى التنمية المستدامة، ليس ممكناً من دون شراكة بين أمانة عمّان وأهالي المدينة ومؤسساتهم المدنية، في مختلف المشاريع المتعلقة بجوانب الحياة اليومية، وحرصت  على المساهمة في جهود المجتمع الدولي لمواجهة التحديات في مجال التنمية الحضرية المستدامة، وبما يعزز من التقدم على صعيد تنفيذ أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة عام 2015.  فمسيرة التنمية في عمان تمضي بكل عزم من خلال تنفيذ العديد من مشروعات التطوير في مختلف المجالات البيئية، البنى التحتية، الصحية، والطاقة المتجددة والنظيفة، التحول الالكتروني وبناء مدن منعة وذكية وغيرها من القطاعات ذات الأثر المباشر على حياة المواطنين على سبيل المثال خطة عمان لمواجهة التغير المناخي وخطة تحويل مدينة عمان الى مدينة خضراء، مشاريع النقل المستدام والاقتصاد الأخضر.


واختتم كلمته مثمناً جهود الأمم المتحدة ووكالاتها وكافة المؤسسات والهيئات العربية والدولية للارتقاء بواقع المدن ودفع الجهود لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة لتحقيق المزيد من النجاحات التي تسهم في تحسين حياة الإنسان على المستويات كافة.


وعبرت رئيسة المجلس الجهوي لمدينة نواكشوط فاطمة عبد الملك بكلمة القاها نيابة عنها المكلف بالشؤون الخارجية والإعلام في المجلس احمد بن جدو، عن تقديرها لمنظمة المدن العربية والدور الذي تلعبه في دعم مسيرة التنمية المستدامة في المدن العربية. وأن تنظيم مثل هذه الندوة لها خاصة في هذه الظرفية الصعبة التي تمر بها بلداننا و مدننا العربية، و المتمثلة في انتشار فيروس كوفيد 19 المتجدد الذي قلب كل الموازين و أربك أصحاب القرار و أرجأ تنفيذ كثير من البرامج و المشاريع حيث أصبح الاهتمام منصبا أكثر للبحث عن حلول آنية للخروج من هذه الجائحة بأقل الأضرار... ما يؤكد أهمية موضوع الندوة المنعقدة تحت شعار "اليوم العالمي للمدن: نحو مدن آمنة و شاملة ومستقلة " وذلك سعيا إلى تحقيق الهدف الحادي عشر (11 ) من أهداف التنمية المستدامة الذي يسعى إلى جعل المدن و المستوطنات البشرية شاملة للجميع و آمنة و قادرة على الصمود و الاستدامة .


وأشارت في كلمتها قائلة: لقد كشفت هذه الجائحة عن مدى هشاشة مدننا وعدم قدرتها على مواجهة الأوبئة والكوارث، وقد تجلى ذلك من خلال تداعيات هذه الجائحة التي نعيشها اليوم على التعليم والاقتصاد والصحة وكل القطاعات ذات الأولوية خاصة القطاع غير المصنف الذي يعمل فيه أكثر من 70% على مستوى العاصمة نواكشوط التي تأوي أكثر من ثلثي ساكنة البلد. و وعيا منها لخطورة انعكاسات هذه الوضعية على الأمن و الاستقرار، و لتفادي تأزم الوضع و التخفيف من تبعات هذه الجائحة، قامت جهة نواكشوط بعدة تدخلات - لا يتسع الوقت و لا المقام هنا بسردها -  إلا أنها كانت كلها ذات طابع استعجالي وموجهة لمساعدة الفئات الهشة المتضررة أكثر : تدخلات انسانية ، تنظيم منصات لتقديم دروس تقوية عن بعد لفائدة تلاميذ البكالوريا ، دعم المؤسسات الطبية (مراكز الاستطباب ) والتعليمية ( الثانويات ) و المؤسسات الدينية (المساجد )  عن طريق تزويدهم بآليات للكشف الحراري و مواد تعقيم و أجهزة وقائية وغيرها، إلا أن هذه التدخلات، و رغم أهميتها، فإنها لا ترقى إلى مستوى  الحلول الشاملة لكونها صادرة عن ردة فعل آنية للحد من تفاقم تأثيرات الجائحة.


ودعت رئيسة المجلس الجهوي لنواكشوط إلى حشد الجهود و تضافرها و اعتماد استراتيجيات شاملة و مستدامة تأخذ بعين الاعتبار النواقص الملاحظة لتلافيها مستقبلا و العمل على تفعيل التعاون و الشراكات من أجل أن تصبح مدننا أكثر قوة و صمودا في وجه كل الأزمات و الكوارث مستقبلا و التكيف معها ؛ملائمة المخططات العمرانية و التأهيل مع الواقع الجديد الذي أفرزته الجائحة من أجل صمود أكثر لمدننا؛ انشاء إطار لتبادل الخبرات و التجارب الناجحة بين مدننا ؛إرساء ثقافة التعاون والتضامن و التآزر بين مدننا على غرار ما هو حاصل على  مستوى الحكومات تعزيز و تطوير منظومتنا الصحية من أجل صمد أكثر و سلامة المواطنين؛ إعادة ترتيب الأولويات و الحاجيات و العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء والصحة و التعليم .


وتحدثت مديرة إدارة الثقافة في الالكسو الدكتورة حياة القرمازي عن أهمية انعقاد الندوة التي تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة والندوات والبرامج التي تنظمها الالكسو بالتعاون مع منظمة المدن العربية.


وأشارت إلى أن قضايا المدن تتشابه فيما يتعلق بالهجرة والنزوح والعشوائيات والخدمات الأمر الذي يدعو جميع المدن للتعاون وتظافر الجهود لرسم الخطط التي تحقق للمدن النمو المستدام خاصة الهدف الـ"11" لأجندة التنمية المستدامة.


وقالت: علينا بناء مدن تدافع عن تراثها وهويتها المعمارية وتوفر أفضل الخدمات للأجيال القادمة باعتبارها أحد مقومات حقوق الإنسان.. وأن نعيد المدينة العربية للمشهد العالمي من خلال هويتها وتراثها وتاريخها.


ودعت د. القرمازي كافة الجهات من صناع القرار والمختصين والقطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني وشركاء التنمية للتعاون والتكاتف لتحقيق تنمية مستدامة لمدننا العربية.



وأجمع المشاركون في ختام أعمال الندوة على دور المدن في تخطي الأزمات من خلال الخطط والاستراتيجيات التي تعنى بالمدينة والساكنين، مؤكدين أهمية التعاون وتظافر الجهود والشراكات من اجل تحقيق تنمية مستدامة وشاملة للمدن.