القمة الثقافية الرابعة لـــ UCLG

إجماع على أهمية الثقافة ودورها في مناحي الحياة وجعلها في قلب التنمية


شاركت منظمة المدن العربية في القمة الثقافية الرابعة لمنظمة المدن المتحدة والحكومات المحلية UCLG في مدينة إزمير (تركيا) في الفترة من 9 إلى 11 سبتمبر 2021، برعاية واستضافة بلدية ازمير وبحضور وزير الثقافة والسياحة التركي ورئيس بلدية إسطنبول ورئيس بلدية ازمير ومشاركون يمثلون المدن والحكومات المحلية والجهات الفاعلة الرئيسية من منظمات وهيئات.


انعقدت القمة الثقافية الرابعة تحت عنوان" الثقافة: تشكيل المستقبل" وهدفت إلى تعزيز الرسائل المتعلقة بدور الثقافة في التنمية المستدامة على المستوى المحلي، وأهمية المناقشات الدولية حول الثقافة والمدن والتنمية المستدامة، والتي تم تشكيلها من خلال خطة الأمم المتحدة 2030 وأهداف التنمية المستدامة والأجندة الحضرية الجديدة.


تعتبر القمة الثقافية لمنظمة UCLG نقطة التقاء رئيسية على المستوى العالمي للمدن والحكومات المحلية والمعنيين في تنفيذ الاستراتيجيات والبرامج المتعلقة بالثقافة والاستدامة. جاءت القمة الثقافية الرابعة استناداً لمؤتمرات القمة السابقة التي عقدت في بلباو عام 2015، وفي جيجو عام 2017 وفي بوينس آيرس عام 2019.


أكدت ايميليا سيز أمين عام منظمة UCLG في كلمتها في الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة والتي جاءت تحت عنوان “الثقافة والرعاية والصحة والبيئة في حقبة ما بعد كوفيد 19"، أن الثقافة مجال حيوي وعاشت تحديات كبيرة جراء أزمة كورونا وتداعياتها على المجتمعات وتعزيز روح التضامن بين الناس... فالثقافة نجدها في مختلف ميادين حياتنا وقريبة من عندنا ومن أمورنا.


وأشارت إلى أن الوباء أظهر الفاعلين الثقافيين بحاجة إلى ظروف عمل أفضل، مؤكدة أهمية الحياة الثقافية وجعلها في قلب التنمية من أجل حياة أفضل وأكثر استدامة للعيش. وقالت: أن اجتماعنا اليوم يعزز ادراكنا المطلق للعوامل الثقافية كأحد الأبعاد الرئيسية للتنمية المستدامة. وهذا هو السبب في أن القمة الثقافية الرابعة لمنظمة المدن المتحدة والحكومات المحلية جاء عنوانها "الثقافة: تشكيل المستقبل".


علينا العمل على نشر المبادرات التي تنجح في توسيع الحريات وتحسين حياة الناس من خلال العمليات الثقافية، سواء في مجال التراث أو الإبداع وغيرها خاصة وأن جائحة كورونا أوضحت الدور الذي تلعبه الثقافة في التنمية المستدامة، وتعزيز خططنا التي بدأت منذ القمة الثقافية الأولى لدمج العوامل الثقافية بشكل كامل في التنمية المحلية المستدامة.


من جانبه تحدث رئيس بلدية ازمير تونش سوير رئيس بلدية ازمير قائلاً: يجب أن تستفيد الثقافة من نهج جديد، من رؤية جديدة تؤثر على 4 نقاط انسجام: مع الطبيعة، مع الماضي، مع بعضها البعض من خلال حقوق الإنسان وإنشاء المواطنة ومع التغيرات التي تحدث. وأشار إلى أن "بذور الثقافة مزروعة في أرض إزمير ".


وتحدث رئيس بلدية اسطنبول كريم إمام أوغلو عن التنوع الثقافي وتلاقي الثقافات، والجهود الحتمية التي يجب بذلها للحفاظ على تاريخها، وقيمة النظام البيئي في اسطنبول، والفن والثقافة. القوة الإبداعية للثقافة التي تجمع معاً الأوقات العصيبة الحالية.


كما تدخل أوغور إبراهيم ألتاي ، رئيس بلدية قونيا  والرئيس المشارك لـ UCLG ، وكذلك محمد نوري إرسوي  وزير الثقافة والسياحة التركي، الذين أجمعوا على دور الثقافة في بناء المجتمعات وأنها باتت في كافة المجالات الحيوية وأن اجتماعنا هو فرصة للمناقشة وتبادل الآراء والخبرات لتفعيل أهداف القمة وجعلها عنصراً هاماً في خطط التنمية لضمان مستقبل للأجيال القادمة. إذ أن القمة هي منتدى لتبادل المعرفة والتعلم من الأقران والتواصل بين المدن والحكومات المحلية لتحقيق الأهداف التي انعقدت من أجلها.


من جهتها قالت لويزا فينتون الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP في تركيا أن الثقافة تدخل في كافة مناحي الحياة من الجودة والعمل والعلم .. فلا بناء للمستقبل دون ثقافة ما يجعلنا نعزز عملنا في البرامج والخطط التي تحقق للثقافة مكانة ودور في الحياة.


وأشارت روزانا بيناتشي مديرة العلاقات الخارجية في وزارة الثقافة الإيطالية إلى ضرورة ربط الثقافة في كل مجال مما يوسع أهميتها ودورها في دعم مناحي الحياة ونشر مفهومها بحيث تكون ضمن أولويات المدينة والساكنين.

تضمنت القمة على عدد من جلسات وورش العمل التي تناولت مجموعة من الأوراق وعروض المشاريع.


تركزت أوراق العمل على عدة موضوعات أهمها رسم مستقبل المدن من منظور ثقافي كامل، التعرف على كيفية إعمال الحقوق الثقافية على المستوى المحلي، دمج منظور النوع الاجتماعي في السياسات الثقافية لمدينتك، تعلم كيفية تحديد عدم المساواة في المشاركة الثقافية، إقامة صلة صريحة بين السياسات الثقافية وحالة الطوارئ المناخية، تعزيز الدبلوماسية الثقافية في المدينة. بالإضافة إلى الموازنة بين تحديات التراث والهوية والرفاهية في السياحة المستدامة، والتعرف على "توطين" أهداف التنمية المستدامة من منظور ثقافي، التواصل مع الشبكات الثقافية العالمية التي تعزز حملة # Culture2030goal وتشكيل أجندات التنمية العالمية المستقبلية وميثاق UCLG للمستقبل من منظور ثقافي كامل.


من بين العروض التي قدمت في القمة ، تم إطلاع الحضور على الوجود القوي لمدينة أدرنه التركية على القوائم المختلفة للتراث العالمي المادي وغير المادي لليونسكو ، والبناء الجاري لنصب تذكاري لمكافحة العنصرية في مالمو (السويد) .بالإضافة إلى اقتراح مارك فيلاروبياس ، مدير Culture Objectif 18 في ليون ، لطلب تصنيف البيانات التي تم جمعها بواسطة Facebook على أنها تراث لليونسكو ، صور المجتمع البشري في القرن الحادي والعشرين ككائن تراثي رقمي ، و قدمت بلدية عمان (الأردن) سياستها لصالح المناخ والتنمية المستدامة والثقافية ، ولا سيما لصالح الأطفال الأيتام والمحرومين.

ورش عمل
خلال إحدى ورش العمل، قدمت فاطمة كابلان حريت، عمدة إزميت (مدينة يبلغ عدد سكانها 365 ألف نسمة وتقع على بعد 100 كيلومتر شرق إسطنبول) ، الإجراءات التي تم تنفيذها في مدينتها بعد مؤتمر باريس 2015 حول تغير المناخ ، من خلال تطوير الإنتاج الزراعي.
كما قدم في نسيم بنكويا، المنسق العام لمشروع التراث الثقافي في إزمير ومدير مهرجان الثقافة السفاردية في المدينة، لمحة عامة عن أهمية التراث في إزمير والحفاظ عليه باعتباره مزيج بين الثقافات.

وخصصت الجلسة العامة الأولى للدبلوماسية الثقافية ودور المدن والحكومات المحلية في التعاون الثقافي الدولي لاستخدامها في وضع استراتيجيات للجمع بين جميع الشبكات الثقافية وركزت على أهمية التوأمة من أجل دعم بعضنا البعض وتبادل الممارسات الجيدة، وزيادة الروابط الحالية، واستخدام الآليات التي أثبتت بالفعل قيمتها والتي يمكن استخدامها في أماكن أخرى، والتبادلات بين المدن المزدوجة التي تسمح بمعرفة أفضل لبعضها البعض.


تحدث دان ستيلدر ، المنسق الدولي لجائزة السلام UCLG ، عن مسابقة الموسيقى والرقص التي نُظمت في كولومبيا في الأحياء الأكثر حرمانًا ، فضلاً عن الأنشطة الثقافية الأخرى للأطفال ، لا سيما في بوغوتا ، وهي الإجراءات التي جعلت من الممكن إظهار أنهم يمكن أن يعيشوا معا في سلام.
كما سلطت الجلسة العامة الضوء حول المساواة بين الجنسين ودور المرأة المدعوم من قبل منظمة المدن المتحدة والحكومات المحلية.


وفي نهاية الجلسة العامة الأولى، تم التوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز دور الثقافة والتراث في التنمية المستدامة بين أمين عام منظمة UCLG ايميليا سايز وزينب جول اونال، نائب رئيس منظمة إيكوموس الدولية وهي من المنظمات غير الحكومية العاملة للحفاظ على المعالم والمواقع حول العالم.

وكان لمجموعة العمل الثقافي للمدن العربية "إحدى مؤسسات منظمة المدن العربية" ورقة عمل شاركت فيها مديرة المجموعة المهندسة سميرة الدحيات عبر تقنية الاتصال المرئي كمتحدثة في القمة، حيث بينت الدحيات في كلمتها جهود أمانة عمان على انجاز الخطط التي تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة وتحديداً ما يتعلق منها بالثقافة.


وقالت أن أمانة عمان تسعى بشكل متواصل لتحسين ادائها وخدماتها من خلال الربط مع الأهداف العالمية، وتحديد وتنفيذ أولويات تطوير مدينة عمان بالتعاون مع كافة الجهات المحلية والدولية ذات العلاقة. كما أكدت بان امانة عمان الكبرى تلتزم في دفع الجهود لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة لتحقيق المزيد من النجاحات التي تسهم في تحسين حياة المواطنين على المستويات كافة.


وأضافت الدحيات بأن أمانة عمان الكبرى أطلقت مجموعة من الأهداف الاستراتيجية المنبثقة من الأهداف الوطنية للدولة وأهداف التنمية المستدامة العالمية وتحديداً الهدف 11، والتي ترتبط بشكل وثيق بتطوير الواقع الثقافي للمدينة واشراك المجتمعات المحلية، بما يسهم في تطوير وتنمية المدينة مع الحفاظ على هويتها وأصالتها وتراثها.


وأشارت الدحيات إلى أن أمانة عمان الكبرى شكلت فريق عمل في دائرة المرصد الحضري ومشاركة جميع قطاعات المؤسسة لتنفيذ واعداد تقرير المراجعة الطوعية المحلية لأهداف التنمية المستدامة في مدينة عمان لتكون أول مدينة عربية تطلق تقريرها الطوعي المحلي.


وأوضحت بأن أحد أهم التحديات في المدينة في السنوات الأخيرة ارتفاع عدد اللاجئين من الدول المجاورة، حيث شكل هذا التحدي فرصة للاستفادة من هذا التنوع الحضاري والثقافي كمصدر من مصادر الاستدامة التي تحث على الإبداع والتجديد والتنمية.


ولفتت إلى أن عمان تعتز باحتضان مقر مجموعة العمل الثقافي للمدن العربية وستعمق واجباتها تجاه الثقافة في المدن العربية ومع كافة المدن الاعضاء في منظمة المدن العربية. وبأن مجموعة العمل الثقافي للمدن العربية تؤمن بأن الثقافة من أهم المقومات الرئيسية لبناء الإنسان، وأن البُعد الثقافي يُعد أحد الوسائل التي تعمل على تشكيل شخصية المدينة وتعزز هويتها، وهو أداة للربط بين جميع أطراف المجتمع بما يسهم في تطوير وتنمية المدينة.