المؤتمر السادس لمنظمة UCLG-MEWA في العاصمة الأردنية عمّان

شاركت منظمة المدن العربية في أعمال المؤتمر السادس لمنظمة المدن المتحدة والإدارات المحلية فرع الشرق الأوسط وغرب آسيا  UCLG-MEWA يومي 9-10 يوليو 2019 في مركز الحسين الثقافي برعاية وحضور أمين عمّان الكبرى الدكتور يوسف الشواربه وعدد من رؤساء البلديات ومجالس الإدارات المحلية وممثلي المنظمات الإقليمية.


وقال معالي أمين عمان د. يوسف الشواربة في حفل الافتتاح: "إن مدينة عمان تتطلع من خلال المؤتمر إلى تنشيط الشراكة لتحقيق التنمية المستدامة، واستكمال رسالة المنظمة في أن تكون صوتاً موحداً للمدن يدعو العالم إلى الديمقراطية في الإدارة المحلية، وتعزيز التعاون بين الإدارات المحلية والمجتمع الدولي، في وقت بات دور المدن والإدارات المحلية محورياً في صياغة خطط التنمية وتطبيقها، كما بات ترابط أهداف التنمية المستدامة وتكاملها يفرض علينا أن نتشارك العمل ونتبادل المعرفة بشكل متواصل، لبلوغ أفضل الممارسات التي تضمن تحويل خططنا إلى تطبيقات ناجحة على أرض الواقع."

وأضاف قائلاً: " أن مدينة عمّان، تعتنق مبادئها وتؤمن بالشراكة بين أعضائها من أجل خدمة منطقتنا والعالم، تأمل أن تتيح نتائج ومخرجات المؤتمر مزيداً من فرص التقدم والتطوّر لجميع المشاركين، بخاصة أن جدول أعمال المؤتمر ينطوي على طرح قضايا دقيقة ومفصلية في عالم اليوم، كموضوع البيانات الضخمة، وإدارة الهجرة من قبل المدن والإدارات المحلية، والتنقل الحضري، وغيرها من المسائل الملحة في مدننا". لافتاً إلى أن عمّان اتبعت منذ سنوات نهجاً يستند على المشاركة في مختلف الشبكات والهيئات والمؤسسات والمنظمات الدولية التي يفضي عملها إلى صياغة سياسات عالمية تساعد على تواصل المدن وتعاونها، وتطوير جوانب عملها المعرفية والتنموية على مختلف الصعد.


وأشار د. الشواربه إلى انعقاد المؤتمر العام الثامن عشر لمنظمة المدن العربية قبل مؤتمر UCLG-MEWA قائلاً: " إنه لمن دواعي سروري أن ينعقد هذا المؤتمر الهام في عمّان، بعد أيام من استضافتنا المؤتمر العام الثامن عشر لمنظمة المدن العربية، وهي المنظمة الإقليمية التي تضم في عضويتها نحو 650 مدينة من كافة الدول العربية، تحت شعار "تنمية مستدامة وشراكة أقوى"، فهذا يعكس تكامل القضايا الملحة بين دول المنطقة، وضرورة استمرار الشراكة بيننا جميعاً لمواجهة التحديات المشتركة التي نعيشها، والتباحث حول أفضل الممارسات والحلول إزاءها، وصولاً إلى إدامة التنسيق والعمل المشترك بيننا. وليس غريباً أن تتزامن استضافة عمّان هذين المؤتمرين الهامين، مع مناسبة وطنية عظيمة يحتفل بها الأردن، هي الذكرى العشرين لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم على عرش المملكة الأردنية الهاشمية، ففي مثل هذه المناسبة التي يرفع فيها الأردنيون شعار "وتستمر المسيرة"، يكون طبيعياً أن تعمل عمّان مع شقيقاتها وجاراتها من مدن المنطقة من أجل خدمة مواطنيها وزوارها، وتكريس تعاونها، وتعزيز نجاحاتها.


مؤكداً على استمرار عمّان بدورها شريكاً حقيقياً لمدن المنطقة في السعي نحو مستقبل أكثر رخاءً وأمناً ومنعة، تطبيقاً لنهج قائد البلاد يحفظه الله في مدّ جسور التعاون والشراكة مع دول الجوار الشقيقة والصديقة، إدراكاً من جلالته للمصير المشترك الذي يجمعنا، واستمراراً لرسالة الأردن التي بُني عليها، وما حاد عنها يوماً.


من جهته بين  أمين عام منظمة  UCLG-MEWA محمد دومان أن الهدف من عقد المؤتمر هو تقييم التجارب السابقة والخطة التي ستتبعها المنظمة في السنوات الثلاث القادمة.


وأشار دومان إلى أن انعقاد اجتماعات اللجان المشتركة يأتي لقييم أدائها وتقوية العلاقات والتماسك الاجتماعي بين الدول الأعضاء، وتبادل الآراء والتجارب المشتركة في مختلف المجالات على المستوى الإقليمي والدولي للوصول إلى الرفاه الاجتماعي للسكان والمدن التي يعيشون بها.


وتطرق رئيس بلدية مرسين الكبرى وهاب ستشار إلى أهمية المؤتمر في عرض تجارب المدن الأعضاء، منها تجربة مدينة مرسين في التعامل مع المشكلات التي تواجه المدن، وأبرزها الهجرة واللجوء الإنساني من سوريا وغيرها من البلدان، وآليات التعامل معها لتأمين حق الحياة والبيئة الصالحة والمستدامة لقاطنيها.


من جانبه تحدث رئيس بلدية كازان إلصور متشين عن التجربة التشاركية لمدينة كازان مع بلدية إسطنبول من خلال منظمة UCLG-MEWA  التي ساهمت في دعم الخدمات التي تنهض في المدينة ومن أهمها المجال الرياضي واستضافة المباريات العالمية التي دعمت الاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى الاتفاقية التي وقعتها المدينة مع الحكومة الروسية لتهيئة المشاريع المستدامة من خلال تقديم الدعم على مستوى المدن الآسيوية.


وأوضح رئيس بلدية قونيا الكبرى أوغور إبراهيم ألطاي أن 70 % من سكان العالم يعيشون في المدن الكبيرة التي تعاني أغلبها من المشاكل المالية والاجتماعية بسبب الحروب وما ينتج عنها من موجات اللجوء الإنساني، ومشاكل البيئة والتغير المناخي والتعليم ومحدودية الموارد، ما يجعلها بحاجة إلى دراسات مشتركة على المستويين الإقليمي والدولي من أجل حلها والوصول إلى أفضل النتائج بغض النظر عن فروقات اللغة والدين والعرق.


تم خلال انعقاد المؤتمر السادس لمنظمة UCLG-MEWA انتخاب أمين عمّان الدكتور يوسف الشواربه رئيساً مشاركاً  في المنظمة ورئيساً مشاركاً للجنة المدن الذكية والتنقل الحضري وانتخاب محمد سعديه رئيس اتحاد بلديات الضنية – لبنان رئيساً في منظمة UCLG-MEWA للدورة القادمة.


جلسات المؤتمر
تطرقت جلسات المؤتمر على مدار يومين لمجموعة من الموضوعات التي تعتبر تحديات أمام المدن. فقد ركزت جلسة تحديات وفرص البيانات الضخمة والبيانات المفتوحة للإدارات المحلية على الممارسات الجيدة للإدارات المحلية التي يجب اعتبارها خارطة طريق كما تم مناقشة إيجابيات وسلبيات البيانات الكبيرة و المفتوحة. أما جلسة دور الإدارات المحلية في إدارة الهجرة تطرق المتحدثون إلى التحديات التي تواجه المدن التي تعيش الهجرة وتدفق المهاجرين وتحديد أفضل الممارسات وتعزيز التعاون وتبادل المعرفة  بين المدن للتصدي إلى هذه الظاهرة وإيجاد الحلول الناجحة.


كما تم عقد اجتماعات لجان المدن الذكية والتنقل الحضري، ولجنة الاندماج الاجتماعي، وبحث أليات التكيف مع تغيرات المناخ ، والمرونة الحضرية في اتخاذ التدابير اللازمة ضد الآثار المدمرة للكوارث والأخطار والصدمات قبل ظهورها، والتنمية المحلية والحوكمة ودبلوماسية المدينة وحماية التراث في المدن والمناطق المحلية مع إيجاد برامج ومشاريع مستدامة تحافظ على الثقافة المحلية. كما تم مناقشة التقرير السنوي لثلاث سنوات وعرض الخطة الاستراتيجية لعمل المنظمة.