ورشة عمل إقليمية " نحو مساحات عامة أمنة وشاملة وسهل الوصول لها في الدول العربية"

مشاهدة الفيديو.

اختتمت أعمال ورشة العمل الإقليمية " نحو مساحات عامة أمنة وشاملة وسهل الوصول لها في الدول العربية" التي انعقدت بتنظيم مشترك بين منظمة المدن العربية و برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية من خلال مكتب برنامج موئل الخليج العربي ومكتب موئل المملكة الأردنية الهاشمية ،على مدى أربعة أيام متفرقة (9-11-16-18 نوفمبر 2020)، تضمنت العديد من أوراق العمل  العلمية وبمشاركة الممثل الإقليمي للدول العربية لبرنامج موئل الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية د. عرفان علي وأمين عام منظمة المدن العربية المهندس أحمد حمد الصبيح و رئيس مكتب موئل الأمم المتحدة لدول الخليج العربي مكتب الكويت د. اميرة الحسن وعدد من الخبراء والاكاديميين من المدن والهيئات و الإدارات المحلية.


أكد أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح أن تنظيم ورشة العمل الإقليمية جاء من حرص المنظمة وموئل الأمم المتحدة على أهمية البناء والتعمير والتخطيط بهدف الوصول لمدن تتمتع بقدر عال من التنظيم والجمال والفضاءات الواسعة في إطار عملية التنمية المستدامة خاصة وأن ورشة العمل تضمنت عدة محاور حول المساحات العامة ومناقشات مثمرة وتجارب ناجحة في إطار أهداف الورشة.


وقال الصبيح: ان أهمية المساحات العامة تكمن بأنها تُمثل هوية المدينة من حيث تخطيطها العمراني وشوارعها وفضاءاتها واحتياجات ساكنيها لاسيما في ظل الزيادة المطردة للسكان والتوسع العمراني.


وأشار إلى أن التطور الحضري والانتشار العمراني والازدحام الذي تشهده المدن أدى إلى تزايد الطلب على مساحات من الأراضي وذلك للاستخدامات السكنية والتجارية والصناعية على حساب المساحات العامة والمناطق الخضراء بشكل عام، الأمر الذي يتطلب وضع مخططات تنظيمية لتوزيع المساحات العامة في المدن ومدى تناسب مساحتها مع حجم السكان وأثر الامتداد العمراني والتخطيط الحضري على تخصيص فضاءات عامة متعددة الاختصاصات بشكل مستدام.



وأضاف قائلا: علينا البحث عن أفضل المعايير والانماط والمواصفات والمخططات المناسبة لتطوير المساحات العامة في المدن والتي يمكن تطبيقها في كل مدينة بشكل ينسجم مع طبيعتها وواقعها ومساحتها والوصول لرؤية واحدة من اجل مواصفات مستدامة للمدن. والنظر للمساحات العامة كجزء هام من التخطيط الحضري وبناء المدن باعتبارها مناطق او أماكن متعددة الوظائف منها الاجتماعية أو الثقافية والبيئية وغيرها، كما أن المساحات العامة تعتبر قيم جمالية في عملية التخطيط الحضري وانشاء وبناء المدن...ما يعني ان المساحات العامة لابد أن تحقق الهدف والحاجة الوظيفية لها.


ولفت إلى أن الأهمية الاجتماعية والبيئية والترفيهية والاقتصادية للمساحات العامة في المدن يجعلنا نعيد التفكير والنظر في المفاهيم التخطيطية التي تعمل على رسم متناسب ومتوازن للأراضي في المدينة بشكل يتوافق مع الخطة الحضرية الجديدة وأجندة التنمية المستدامة.


من جانبه أشار الممثل الإقليمي للدول العربية لبرنامج موئل الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية د. عرفان علي إلى مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها يوم أمس من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومنظمة المدن العربية التي تم من خلالها تجديد برنامج التعاون المشترك وقال: أن لقائنا اليوم هو دليل على السعي الجدي لتفعيل الشراكة لأننا نؤمن أنها السبيل الأساسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة على المستوى المحلي أو المديني.  ويشرفني الانضمام اليكم في الجلسة الرابعة وختام الورشة الإقليمية العربية التي تعقد بالمشاركة بين منظمة المدن العربية و برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية من خلال مكتب برنامج موئل الخليج العربي ومكتب موئل المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك استمرارا لتعاوننا وبمشاركة ممثلين ومتحدثين عن بلديات ومدن مختلفة في الوطن العربي، وكذلك ممثلين عن القطاع الاكاديمي والخاص والأهلي ومؤسسات المجتمع المدني وطلبة الدراسات العليا.


وأوضح أن ورشة العمل شملت العديد من المواضيع ذات الصلة بالتنمية الحضرية المستدامة وتحسين بيئة المدن كان من ضمنها: السعي لفهم الوضع الراهن وتحديد التحديات من منظور إقليمي ومحلي للمساحات أو الفضاءات العامة الجيدة، توطين "دليل أدوات المساحات العامة" على مستوى الدول العربية وتعزيزه بحالات دراسية ذات صلة بمدن المنطقة العربية، ربط مسائل المساحات العامة في المنطقة العربية بتحقيق كل من أجندة 2030 والاجندة الحضرية الجديدة وإعادة البناء بصورة أفضل، زيادة الوعي بأهمية المساحات العامة والآمنة والشاملة والتي يسهل الوصول إليها لتحقيق مجتمعات ومدن مستدامة، توفير الأدوات العملية والممارسات الجيدة وبناء القدرات  للمهندسين والمخططين المعنيين في المنطقة ومسؤولي الحكومات المحلية لتحسين الوصول إلى الأماكن العامة وسلامتها وشموليتها على مستوى المدينة.


وأعرب د. عرفان علي عن سعادته عن تفاعل المشاركين من خلال اسئلتهم الموجهة عبر "منصة التفاعل Q&A  في الورشة "  إلى المحاضرين حول أهمية تقييم المساحات العامة في المدينة والمنهجية ونتائج مسح المساحات العامة وكذلك من خلال مشاركتهم الفعالة في التطبيقات العملية مثل برنامج Mine Craft وغيرها من التطبيقات العملية.


وأضاف قائلا: في نهاية الجلسة الرابعة للورشة، التي حضرها عدد كبير وصل لحوالي 250 مشارك من ممثلي المدن العربية واستخلصنا فيها أهمية المساحات العامة في مدننا العربية في جميع الأوقات والجغرافيا: ففيها يتم التفاعل الاجتماعي والثقافي والاقتصادي بين ساكني المدن (منذ بدايات تخطيط المدن في المنطقة العربية) ، كما انها تستغل كمساحات للرياضة و الترفيه الأسري والحفاظ على البيئة. وشكلت هذه الورشة فرصة ثرية للاستزادة من خلال التعرف على المساحات المفتوحة في الدول العربية مثل تونس ولبنان والكويت والبحرين والأردن ومصر وقطر، بشكل مفصل و كما اشتملت على عرضان للمساحات المفتوحة ودورها في الدول العربية.


واختتم كلمته قائلا: نتطلع إلى لقاءكم في الورشة الإقليمية القادمة التي سوف ننظمها استكمالا لهذه الورشة بأذن الله للتحسين من الممارسات الحضرية في المساحات العامة المفتوحة، كما اننا نتطلع الى البدء مراجعة شاملة لاستراتيجيات المساحات العامة في مدننا العربية سعياً لبناء برنامج إقليمي لدعم المساحات والفضاءات المدينية أو الحضرية في الدول العربية بما يحقق الأجندة الحضرية الجديدة و أهداف التنمية المستدامة للأجندة ٢٠٣٠ وذلك بتطبيق الآليات الحديثة لدراسة المساحات العامة.


يذكر أن الورشة تضمنت أربع جلسات عمل : الجلسة الأولى "المساحات العامة في الأجندة العالمية للدول العربية"، الجلسة الثانية " دليل أدوات المساحات العامة الهبيتات"، الجلسة الثالثة" تأطير إدارة وصيانة المساحات العامة لأجل استدامتها" والجلسة الرابعة" توطين سياسات واستراتيجيات المساحات العامة".