قمة المناخ COP 27

اجماع عالمي للتضامن لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية

شاركت منظمة المدن العربية في قمة المناخ COP 27 التي أقيمت في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية في الفترة من 6 -18 نوفمبر 2022 بدعوة من وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الدكتور عاصم الجزار. وقد جاءت مشاركة وحضور المنظمة في  الشق الوزاري ضمن فعاليات يوم الحلول يوم 17 نوفمبر 2022  وهو أول اجتماع وزاري رفيع المستوى حول التحضر وتغير المناخ في مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف في تغير المناخ.
ركزت الجلسة على الإسكان والتنمية الحضرية والعمل متعدد المستويات من أجل تغير المناخ، حيث استضافت هذا الاجتماع وزارة الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-HABITAT) بهدف تعزيز التزامات اتفاق باريس للمناخ ومناقشة الالتزامات بالتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف مع تغير المناخ والتمويل المحلي للمناخ.
وفي اطار ذلك، شاركت وزارة الإسكان في  إطلاق مبادرة المرونة الحضرية المستدامة للجيل القادم (SURGe) حيث اجتمع عدد من وزراء الإسكان والتنمية الحضرية والبيئة وتغير المناخ، وكذلك ممثلو الحكومات المحلية والإقليمية من خلال دائرة الحكومات المحلية والسلطات البلدية في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وكذلك الجهات الفاعلة والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ومراكز الفكر والقطاع الخاص والشبكات الحضرية والمصارف المتعددة الأطراف ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية الدولية ومراقبين وخبراء.
ترأس الجلسة اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، الدكتور محمود محي الدين، رائد الرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ COP27، وميمونة شريف، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والسفير أيمن ثروت، ممثل الرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ COP27، واللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، والعديد من وزراء الحكومات وممثلي المجتمع الدولي.
وفي إطار الاجتماع الوزاري - يوم الحلول اعتبر امين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح المشاركة في أعمال القمة فرصة لبلورة الأفكار والخطط ذات الصلة خاصة مع التغيرات التي تعيشها مدن العالم بشكل عام والمدن العربية بشكل خاص. والوقوف على أهم المشاكل المناخية وكيفية مواجهتها. ولفت في كلمة على هامش الاجتماع الوزاري إلى دور الدول في التزام اتفاق باريس والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية.  
تحدثت في بداية أعمال الجلسة الوزارية الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، وقالت: إن هذا الاجتماع الأول من نوعه يعزز الجهود المشتركة بين الدول من أجل تعزيز طموح العمل المناخي وتحفيز الانتقال من التعهدات إلى التنفيذ في النسخة الحالية من مؤتمر المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ، لافتة إلى أن الاجتماع يأتي استجابة لنتائج مؤتمر الأطراف السابق بجلاسجو من أجل تسليط الضوء على أهمية تحويل التعهدات إلى التنفيذ وإجراءات واقعية.
 وأشارت المشاط، إلى أهمية إضفاء الطابع المحلي على العمل المناخي وتعزيز خطط التحول الأخضر في المناطق الحضرية، من خلال توفير الموارد اللازمة وتطوير الشراكات الهادفة لتسريع وتيرة العمل المناخي، مشيرة إلى أهمية الأخذ في الاعتبار التوسع في جهود التكيف مع التغيرات المناخية إلى جانب جهود التخفيف. كما أكدت أهمية المضي قدما نحو مزيد من التعاون الدولي وتعزيز العمل المشترك بين الأطراف ذات الصلة نحو مزيد من إجراءات توطين العمل المناخي والممارسات الصديقة للبيئة.
واستعرضت المشاط المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج " نُوَفِّي"، التي تستهدف مجموعة من مشروعات التخفيف والتكيف، بهدف حشد التمويلات الإنمائية الميسرة ومنح الدعم الفني لتنفيذ المشروعات الخضراء،لافتة إلى أن المنصة جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية.
كما استعرضت دليل شرم الشيخ للتمويل العادل، الذي يعزز جهود التعاون مُتعدد الأطراف والشراكات الدولية، وتطوير إطار دولي للتمويل المبتكر، في ظل التحديات التي تواجه الدول النامية والاقتصادات الناشئة
وفي هذا الشأن استعرض عدد من الوزراء من مختلف دول العالم ورؤساء المدن والمقاطعات المشاريع التنموية التي تندرج تحت مظلة قمة المناخ وتجاربهم تجاه المشاكل المناخية والتهديدات التي يواجهها العالم.
شارك في الاجتماع كل من فرانز تيمرمنز نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي التنفيذي للصفقة الأوروبية الخضراء وجون كيري المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ، و إينجر أندرسن المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ووزير البيئة وتغير المناخ الكندي ستيفن جيلبو والمدير التنفيذي لصندوق المناخ الأخضر يانيك جليماريك.
كما شارك وزير الخارجية رئيس مؤتمر COP27 سامح شكري في الاجتماع الوزاري بكلمة أشار فيها إلى أن غاز الميثان يمثل أكثر الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتغير المناخ، وهو ما يجعل من معالجة انبعاثات الميثان مسألة ضرورية للحد من معدلات ارتفاع درجات الحرارة العالمية لافتا إلى عهد الميثان العالمي الذي تم إطلاقه خلال الدورة السابقة لمؤتمر المناخ بجلاسجو العام الماضي، والذي يمثل مبادرة طموحة تهدف إلى تقليل انبعاثات الميثان بمقدار 30٪؜ بحلول عام 2030.
وأكد شكري أن 112 من القادة والزعماء انضموا لقمة التنفيذ، وتم التشديد على ضرورة مضاعفة الجهود للتأكد من الوفاء والوصول لنتائج ملموسة.
وأضاف شكري خلال الجلسة الختامية لمؤتمر المناخ COP27 لإقرار عدد من التوصيات والقرارات: "أن القرارات التي تم التوصل إليها هي بوابة للنهوض بالتنفيذ وتعزيز التنفيذ والانتقال للحياد المناخي والقدرة على الصمود". داعيا الجميع لاستخدام هذه القرارات ومشروعاتها ليس ككلمات على الورق، ولكن كرسائل موجهة للعالم من أجل الأجيال القادمة لوضع الوتيرة المناسبة لتنفيذ اتفاق باريس وتحقيق أهداف هذا الاتفاق.
وطالب باعتماد مشروعات القرارات المعروضة على الجميع، مضيفا: "العالم يتابعنا ويشاهدنا وأناشدكم جميعا أن تكونوا على مستوى المسؤولية ونرجوها كمجتمع دولي ولاسيما من قبل الأكثر تضررا وهشاشة والذين ساهموا بأقل نسبة في التغير المناخي".
وأبدى أمله في استمرار النظر للمقررات والاستنتاجات التي تمت التوصية بها من قبل مؤتمر الأطراف.. معربا عن امتنانه للوفود والمجموعات المتواصلة معه ومع الوفد مما سمح بالوصول إلى النتيجة النهائية التي تم الوصول إليها.
وقال: "إن مدينة شرم الشيخ على مدار أسبوعين، حظيت بتشريف المشاركين في قمة المناخ، بحضور الآلاف من رؤساء الدول والحكومات وأعضاء الوفود وممثلون عن المجتمع المدني وغيرهم.. من أجل هدف واحد لمواجهة التغير المناخي. وأن العمل خلال هذه الفترة والنتائج التي تواصلنا إليها شهادة على إرادة جماعية.. نحن أسرة للأمم وقد عبرنا برسالة واضحة حول العالم بأن هنا في القاعة رغم الصعوبات واختلاف الرؤى والطموح.. ملتزمون بمواجهة التغير المناخي من خلال الدبلوماسية متعددة الأطراف".
وأعلن شكري الموافقة بالإجماع على الوثيقة التي تمثل الاتفاق السياسي في المؤتمر، ووافقت الدول المشاركة على اتفاق شامل للمناخ.
تخللت قمة المناخ العديد من جلسات العمل المتخصصة من مختلف الأطراف والتي ناقشت السبل والحلول الفاعلة للتغيرات المناخية والموضوعات البيئية ذات الصلة. وتنوعت الموضوعات المطروحة ما بين القضايا المناخية والحلول واليات التنفيذ والعمل على تطبيقها. وكان الحضور العربي بارزا ومتميزا في الجلسات والمعرض المصاحب لقمة المناخ.
وخصصت مصر عددا من الأيام للمناقشات خلال الأحداث الجانبية وحلقات النقاش وموائد مستديرة والأحداث رفيعة المستوى، بهدف استكمال عملية المفاوضات الرسمية، من أجل زيادة التفاهم بين أصحاب المصلحة، وتحقيق التنفيذ السريع لاتفاق باريس. وشملت هذه الأيام عددا من الموضوعات منها: يوم التمويل يوافق 9 نوفمبر، يوم البحث العلمي 10 نوفمبر، يوم إزالة الكربون 11 نوفمبر، يوم التكيف مع الزراعة 12 نوفمبر، يوم المياه 14 نوفمبر، يوم الطاقة 15 نوفمبر، يوم التنوع البيولوجي 16 نوفمبر، يوم الحلول الممكنة 17 نوفمبر، يوم النوع الاجتماعي.
وقد افتتح اعمال قمة COP 27 رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي بحضور ومشاركة كبيرة من قادة ورؤساء الدول والمسؤولين في العالم. وأطلق على قمة شرم الشيخ "قمة التنفيذ" من أجل تحويل العهود والتعهدات السابقة إلى واقع ملموس يخلق بيئة نظيفة ومناخاً أكثر استجابة للتحديات العالمية الراهنة. ليأتي الشق البرلماني استكمالاً بعد الشق الرئاسي بمشاركة واسعة على المستوى العربي والإقليمي والدولي.
يعد مؤتمر قمة المناخ جزءاً من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ.