بتنظيم مشترك بين منظمة المدن العربية و الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية/ إدارة منظمات المجتمع المدني) وجمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية وجمعية الصداقة الصينية العربية انعقد منتدى المدن العربية الصينية في دورته الثالثة يوم 30 نوفمبر 2022 تحت عنوان "التعاون الرقمي بين المدن الصينية والعربية للتنمية عالية الجودة لمبادرة الحزام والطريق"، عبر الاتصال المرئي بمشاركة أكثر من 7د مدينة عربية وصينية من رؤساء وعمداء المدن والبلديات العربية والصينية وعدد من الاكاديميين والخبراء من الجانبين.
يأتي انعقاد المنتدى في إطار متابعة البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني في مجال التعاون الأهلي للفترة 2020-2022.
افتتحت اعمال المنتدى بكلمة نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لتراب الشعب الصيني ورئيس جمعية الصداقة الصينية العربية اركين امير البك أشار فيها إلى الصداقة الصينية العربية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ وتتجدد على مر الزمان .. وأثبت التاريخ والتجارب أن الصين والمدن العربية أخوان عزيزان وصديقان حميمان وشريكان طيبان يشاركان في السراء والضراء ويدعمان بعضهما البعض ويتبادلان المنفعة مهما كانت تغيرات الأوضاع الدولية.
وقال: لقد شهدت الشراكة الإستراتيجية الصينية العربية في السنوات الأخيرة تقدما كبيرا تحت القيادة المشتركة للقادة الصينيين والعرب. وأخذت الثقة المتبادلة السياسية بين الجانبين تتنامى باستمرار، ويتبادل الجانبان الدعم في القضايا ذات العلاقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الكبرى لكلاهما، ويزداد التعاون بينهما في الشؤون الدولية والإقليمية وثاقة، وأضحت الصين والدول العربية قوة راسخة لدعم التعددية وحماية العدالة والإنصاف الدوليين وصون السلام والتنمية العالميين. ومع تعمق العلاقات الصينية العربية، حقق الجانبان نتائج مثمرة في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية. وقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية، ويتعزز التعاون بين الجانبين في البنية التحتية والتبادلات الثقافية والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة وغيرها من المجالات بشكل مستمر. وتطبق الصين والدول العربية مفهوم التنمية السلمية بخطوات ملموسة بغية إفادة شعوبها والعالم.
واختتم كلمته مؤكدا أن منتدى المدن الصينية العربية يعتبر آلية التعاون تحت إطار منتدى التعاون الصيني العربي، وقد أصبح منصة مهمة للتعاون الودي والمربح للجانبين بين المدن والمقاطعات الصينية والعربية ولبناء مجتمع مصير مشترك صيني-عربي.
من جانبه قال أمين عام منظمة المدن العربية المهندس احمد حمد الصبيح أن انعقاد منتدى المدن العربية الصينية يأتي في إطار تعزيز التعاون مع الجانب الصيني من اجل البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، واستكمالا للجهود المشتركة التي انطلقت في العام 2014 في الدورة الأولى للمنتدى في مدينة تشيوانتشو الصينية وتلتها الدورة الثانية في مدينة مراكش بالمملكة المغربية في العام 2018 لنجتمع اليوم استكمالا لتعاوننا في تحقيق رؤى تنموية تنسجم مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.
وقال الصبيح: أن اجتماعنا اليوم يؤسس لخطط واستراتيجيات جديدة تتصل بالتنمية المستدامة التي نسعى لتحقيقها في ظل التحديات التي تعيشها المدن. ولعل عنوان الدورة الثالثة " التعاون الرقمي بين المدن الصينية والعربية لتنمية عالية الجودة لمبادرة الحزام والطريق" يؤكد منهجنا واليات عملنا تجاه مفهوم المدن الذكية والتحول الرقمي الذي بات مطلباً لمدن المستقبل.
وأشار إلى أن مسؤولية بناء مدن المستقبل هي مسؤولية مشتركة على كافة المستويات. وأن التوجه العالمي اليوم نحو المدن الذكية يجعلنا على ثقة بأن مدن المستقبل هي مدن مبتكرة لتحسين نوعية الحياة وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية.. الأمر الذي يعزز من قناعتنا بأننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التحول الرقمي ..إذ تكمن أهميته في مكوناته ومدى علاقته بالاستدامة، مما يتيح فرص لبناء مدن صديقة للمجتمع..مدن أكثر ذكاء واستدامة.
وأضاف: وايماننا منا بأهمية تطور واستدامة المدن بمختلف أشكالها وصورها دفع بمنظمة المدن العربية لإنشاء مؤسسات متخصصة تعنى بالجوانب الحيوية للتنمية كالبيئة والثقافة وتكنولوجيا المعلومات والتراث والتي جاء انشاؤها من صميم رؤيتنا وتجسيداً لأهدافنا في تفعيل مفهوم المدن المستدامة .. مدن المستقبل.
مبيناً أنه نظرا لتقارب المدن وتشابهها في قضايا التنمية، فإن تعاوننا المشترك لإيجاد ممارسات متميزة واليات عمل جديدة قادرة على مواجهة التحديات والصعوبات سوف يدفع بمسيرة التنمية نحو الأفضل ويحقق ما نصبو اليه كمدن امنة وشاملة ومستدامة. ولاشك أن معالجة هذه القضايا ترتبط ارتباطا وثيقا بتحسين الإدارة وسياسات وانماط التنمية والانفتاح على الاخر لنتبادل الخبرات والأفكار والتجارب الناجحة التي من شأنها أن تحقق أهدافنا كمدن مستدامة.
واختتم كلمته مؤكداً أهمية العمل من أجل مستقبل مستدام لمدننا، من خلال مبادرات تسهم في تكامل وتضافر الجهود الوطنية والمحلية ومؤسسات المجتمع المدني والافراد والجامعات والهيئات في إطار عمل تشاركي نابع من واقع المدن. بالإضافة إلى تبنيّ نهجا قائماً على تطوير الأدوات والبيانات واليات العمل التي تدعم مسيرة العمل التنموي على كافة الأصعدة.
من جانبها أكدت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية السفيرة د. هيفاء أبو غزالة حرص الجانبين العربي والصيني على مزيد الارتقاء بعلاقات التعاون إلى مراتب أفضل والاستفادة من التحول الرقمي الذي يشهده العالم في توطيد الصلات بين مختلف المدن العربية والصينية في إطار "مبادرة الحزام والطريق" وتحقيق مراميها في مد جسور التواصل بين الشعوب وتعزيز مبادئ الرخاء والعيش المشترك.
وأشارت إلى أن إرساء "ملتقى المدن العربية والصينية" يُعد آلية فعالة في تشبيك العلاقات بين المحليات في الفضائيين العربي والصيني من خلال وضع برامج مشتركة تمكن من إقامة علاقات توأمة بين المدن تستجيب لتطلعات الجانبين في تبادل الخبرات والتجارب لا سيما في المجالات التي تم بحثها خلال الدورة الحالية للملتقى ومن بينها المدن الذكية وتلك المستجيبة لشروط الحوكمة البيئية والتنمية المستدامة وسُبل الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية في إنشاء المدن الجديدة والتي تعد من أولويات السياسات التنموية والحضرية في الدول العربية.
تضمن المنتدى ثلاثة محاور تركزت حول: الصداقة الشعبية وتعاون مدن التوأمة بين الصين والدول العربية، التكنولوجيا الرقمية والمدينة الذكية والحوكمة البيئية والتنمية المستدامة. تخللتها نقاشات وعرض أفضل الممارسات والسبل لمواجهة التحديات امام تحقيق التنمية.
وقد صدر عن المنتدى البيان التالي:
بناءً على المداولات التي شهدها المنتدى وما تم استعراضه من مختلف المشاركين عن الجانبين العربي والصيني وحرصاً على تعزيز التبادل والتعاون بين المدن الصينية و العربية في مختلف المجالات لاسيما تلك الواردة في البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني بين عامي 2020 و2022 وإعلان عمّان للدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني.
يؤكد المشاركون على ما يلي:
أولاً: -إن الحفاظ على السلام والاستقرار وتعزيز التنمية المشتركة يحقق المصالح الأساسية للصين والدول العربية وشعوبها.
- العمل على تعزيز التبادلات الودية والتعاون العربي الصيني تحقيقاً للمنفعة المشتركة بين المحليات الصينية والعربية في إطار منتدى التعاون العربي الصيني.
- الحرص على تعزيز الشراكة الإستراتيجية الصينية العربية المتسمة بالتعاون الشامل والتنمية المشتركة والتوجه نحو المستقبل "والعمل سوياً على بناء مجتمع مصير مشترك صيني-عربي يتماشى مع العصر الجديد.
ثانياً: - الانخراط في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 المعتمدة من قبل الأمم المتحدة، والخطة الحضرية الجديدة المعتمدة في 2016 ومبادرة التنمية العالمية، مما يعود بالمنفعة العامة والتوازن والتناسق والشمول والتعاون الإيجابي للجانبين والرخاء المشترك، ما يتيح من تحسين كفاءة الحوكمة المحلية، سعياً إلى تعزيز التنمية المستدامة العالمية بجهود مشتركة.
ثالثاً: - الإشادة بالدور الهام للمقاطعات والمدن الصينية العربية في مسار تحديث دولنا، تأكيد التزامنا بالانفتاح على العالم الخارجي سعياً لتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، والاستفادة من مبادرة الحزام والطريق في تعزيز التنمية المحلية بين الجانبين في الاستثمار والتجارة والصناعات المبتكرة والتكنولوجيا الرقمية والمدن الذكية والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون وغيرها من المجالات الحيوية، تكريساً لمبدأ العدالة في التنمية بين كافة الشعوب الصينية والعربية.
رابعا: - العمل على تعزيز التعاون الثقافي في نسج العلاقات بين المدن الصينية والعربية. - يعد التبادل الثقافي ركيزة أساسية للتعاون المحلي من خلال تشجيع المقاطعات والمدن الصينية على تعزيز التبادل والتعاون في مجالات الثقافة والسياحة والتعليم والشباب وتمكين المرأة ومؤسسات الفكر والرأي ووسائل الإعلام.
- ضرورة إقامة مزيد من الحوار بين الشعوب ومد جسور التفاهم بينهم لترسيخ البعد الشعبي للصداقة الصينية العربية.
خامساً: - العمل على وضع برامج التوأمة بين المدن الصينية والعربية باعتبارها آلية هامة لدفع التعاون الصيني العربي وتعزيز الصداقة بين الشعوب، وذلك في كنف التمسك بمبادئ الاحترام المتبادل لتعزيز التبادل والتعاون بين مقاطعات التوأمة ومدنها، وتشجيع إقامة مزيد من علاقات التوأمة.
سادساً: - تقدم المشاركون للأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومنظمة المدن العربية وجمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية وجمعية الصداقة الصينية العربية بالشكر على التحضير والتنظيم الجيد لفعاليات الدورة الثالثة لمنتدى المدن الصينية والعربية، وتم الاتفاق على عقد الدورة الرابعة لمنتدى المدن الصينية والعربية خلال سنة 2024 بإحدى المدن العربية.