شاركت منظمة المدن العربية في المنتدى الحضري العالمي العاشر WUF10 في أبوظبي –دولة الإمارات العربية 8-13 فبراير 2020 في عدد من الجلسات التي تم تنظيمها خلال فترة انعقاد المنتدى.. حيث شارك الأمين العام في جلسة مجلس الأمم المتحدة الاستشاري للإدارات المحلية UNACLA باعتبار أن المنظمة أحد أعضاء المجلس الأممي الذي يعمل على تعزيز الحوار بين موئل الامم المتحدة وأعضاء الإدارات المحلية والإقليمية.
افتتحت الجلسة بحضور عدد كبير من ممثلي ورؤساء البلديات و الجمعيات الحكومية و المحلية والمنظمات الإقليمية. تم التركيز خلال الجلسة على قضايا المدن و التعاون بين الأعضاء وعرض الاستراتيجيات للثلاث سنوات القادمة التي تعمل على مواجهة التحديات وايجاد أفضل السبل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما شارك الأمين العام في جلسة النقل الحضري بحضور وزيري النقل البلجيكي والروسي وعدد من الوزراء والخبراء في مجالات النقل والتنمية الحضرية. تحدث المشاركون في الجلسة عن تجاربهم الناجحة في النقل الحضري والايجابيات التي حققها في إطار التنمية المستدامة. واجمع المتحدثون على أهمية دعم الحكومات هذا التوجه وضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص في تفعيل استخدام النقل الحضري بمفهومه الواسع.
كما عقد المجلس الاستشاري والجمعية العالمية للإدارات المحلية والاقليمية جلسات حوارية شاركت فيها المنظمات الإقليمية، تناولت عدة قضايا محورية تهدف إلى تعزيز المشاركة في تنفيذ أهداف التنمية الحضرية المستدامة. حيث تركزت النقاشات حول سبل ربط المدن بين الثقافة والابتكار كأدوات رئيسية لتنفيذ كل من الأجندة الحضرية الجديدة وجدول أعمال 2030، وكذلك تفعيل دور الثقافة في التنمية الحضرية المستدامة. كما تم التأكيد على الدور الذي يمكن أن تؤديه الحكومات المحلية والإقليمية في وضع نموذج للتنمية المستدامة يرتكز على الثقافة وحقوق الإنسان، خاصة ما يتعلق بالخدمات العامة لضمان مستويات معيشية ملائمة للجميع.
وأجمع المشاركون على الارتقاء بالاجراءات لتحقيق الأهداف التنموية ومواصلة فريق العمل الأممي دوره في تأمين شراكات قوية، والدعوة إلى اتخاذ إجراءات متعددة المستويات لرفع مستوى الطموح المناخي العالمي وتحقيق الاستدامة والتحضر. كما أكدوا أن تلعب الحكومات المحلية والإقليمية دوراً أساسياً في إشراك جميع الجهات الفاعلة في الخطط المحلية والإقليمية والوطنية والدولية لتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة لجعل هذا الإنجاز مسعىً عالمياً مشتركاً.
كما كان لمنظمة المدن العربية مشاركة من خلال المعهد العربي لإنماء المدن "إحدى مؤسسات المنظمة" في جلسة عمل "تمويل التنمية الحضرية المستدامة في المنطقة العربية" بالتعاون مع المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية حيث تم عرض التقرير الإقليمي للمدن العربية. بالإضافة إلى ترأس المعهد مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومنظمة اليونيسيف ومجموعة سنيرجيس الحضرية جلسة عمل "مساحات خاصة مستدامة صديقة للطفل وأمنه" وتم تقديم عرض بعنوان " الطفل في قلب تخطيط المدن الذكية".
الافتتاح- "مدن الفرص: ربط الثقافة والابتكار"
تحت رعاية ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبتنظيم دائرة البلديات والنقل بالشراكة مع موئل الأمم المتحدة ووزارة الخارجية والتعاون الدولي، وبحضور المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "موئل الأمم المتحدة" ميمونة محمد شريف وعدد من رؤساء دول وقادة مدن و وزراء وبحضور 18 ألف مشارك من 168 دولة حول العالم، افتتح رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان المنتدى الحضري العالمي العاشر WUF10 في مركز أبوظبي للمعارض تحت شعار "مدن الفرص: ربط الثقافة والابتكار".
وقال رئيس دائرة البلديات والنقل فلاح الأحبابي في كلمة خلال افتتاح أعمال المنتدى: إنه لشرف عظيم أن يفتتح رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي المنتدى الحضري العالمي العاشر لما له من أهمية كبيرة لسكان دولة الإمارات العربية المتحدة، خاصة أن عام 2020 يتزامن مع استعداد البلاد للخمسين عاماً المقبلة، كما تحتفل الدولة العام المقبل 2021 باليوبيل الذهبي لتأسيسها.
ومن ناحيته ألقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كلمة متلفزة أمام حضور حفل الافتتاح الرسمي للمنتدى الحضري العالمي العاشر.
يعد المنتدى منصة رئيسية تدعم استراتيجية وعمل موئل الأمم المتحدة وشركائه من أجل تطبيق "جدول الأعمال الحضري الجديد"، الذي يعد بمثابة وثيقة تحدد معايير الإنجاز العالمية للتنمية الحضرية المستدامة.
وللمرة الأولى وضع المنتدى الثقافة والإبداع والابتكار في قلب الحوار حول زيادة الوعي بالتنمية المستدامة للمدن في جميع أنحاء العالم، كما يعقد لأول مرة هذا الحدث العالمي في المنطقة العربية.
جاء عنوان المنتدى "مدن الفرص: ربط الثقافة والابتكار" في ظل تزايد التحديات الحضرية تعقيداً في ظل التغير السريع للسياق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتكنولوجي والديموغرافي، لذا ركز المنتدى على تعزيز الشراكات بين القطاعات والحلول التعاونية وأهمية تبادل المعرفة بتعزيز جدول أعمال التنمية المستدامة بناء على الثقافة والإبداع والابتكار.
على هامش فعاليات المنتدى الحضري العالمي العاشر أبرمت كل من دائرة البلديات والنقل ودائرة المالية ودائرة الإسناد الحكومي في أبوظبي اتفاقية تعاون بهدف إطلاق منصة "مرسال" وتوقيع العقود الإلكترونية على المنصة الوطنية UAE HUB .
تعمل الاتفاقية على إطلاق المنصة الوطنية UAE HUB لتفعيل الخدمات الحكومية عليها، وتفعيل خدمة توقيع العقود الإلكترونية، وتفعيل خدمة المراسلات "مرسال" وأي خدمات أخرى تخدم الجهات الحكومية.
جلسات نقاشية وحوارية
تضمن المنتدى الحضري العالمي العاشر WUF10 عدد من الحلقات النقاشية والحوارية حيث ناقشت "جمعية الأعمال" دور المؤسسات المالية والبنوك وأسواق الأسهم في تخصيص جزء من استثماراتها في خدمة التنمية الحضرية المستدامة.
كما انعقدت جمعية المرأة بهدف إبراز دور المرأة في مدن المستقبل، حيث يمكن للمرأة المساهمة بقدر كبير من التوعية الثقافية، وكذلك عناصر الابتكار والإبداع كدعائم رئيسية لأهداف المنتدى الذي يرمي لربط الثقافة بالابتكار وخلق مدن حضرية مستدامة قائمة على تعظيم دور المرأة وتقليص الفوارق بين الجنسين من ناحية المشاركة في التنمية المستدامة للمدن الحضرية المستقبلية. تضمنت جمعية المرأة محادثات ونقاشات هادفة، كما اشتملت على دورات تدريبية وجلسات عامة ولقاءات خاصة جمعت العديد من المتخصصين في الدراسات والأبحاث الأكاديمية حول المساواة بين الجنسين ودور الابتكار في التنمية الحضرية المستدامة.
كما انعقدت جمعية الشباب والتي تمحورت حول آراء الشباب وسياسات التغيّر المناخي العالمي، وأخذ الملاحظات والتوصيات الشبابية حول سبل معالجة قضية تغيّر المناخ، حيث كان الشباب واستخدامهم للثقافة بجميع أشكالها قوة دافعة للتغيير. وشهدت الفعاليات انعقاد جمعية شعبية حول الجهود المجتمعية الشعبية بوصفها صوتاً فاعلاً قوياً ومؤثراً في تنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة الرامية للتنمية المستدامة للمدن، وتمحورت الجلسة حول دور المنظمات الشعبية وقادة المجتمع في دعم الابتكار والثقافة بالمدن وتحقيق هدف انعقاد المنتدى.
كذلك تضمن المنتدى جلسات حوارية تناولت موضوعات متنوعة: التوسع الحضري والثقافة والابتكار، دفع التوسع الحضري المستدام من خلال الابتكار والثقافة، التقليد والحداثة تقارب إبداعي لمدن أفضل ، التكنولوجيات الحديثة والمدن، التخطيط الحضري والحفاظ على التراث أو تجديده، شراكات ومبادرات دعم الثقافة والابتكار في المدن.
اجتماع "طاولة مستديرة" و ورش عمل
خلال أعمال المنتدى الحضري العالمي العاشر WUF10 تم عقد 16 اجتماع طاولة مستديرة لأصحاب التخصص من القادة وأصحاب القرار الرئيسيين والمهنيين وقادة الفكر والوزراء ورؤساء البلديات والنساء والشباب والعديد من الدوائر وتم خلالها تحديد الأولويات والالتزامات تجاه التنمية الحضرية المستدامة. خاصة وأن المنتدى الحضري العالمي يعتبر فرصة فريدة لأصحاب المصلحة لقيادة النقاش حول التنمية الحضرية المستدامة وتحديد أولويات العمل والالتزام بتنفيذ جداول أعمال التنمية العالمية.
كما تم تنظيم 10 ورش عمل حول علاقة ودور الثقافة والابتكارفي المدن وقضايا عدم المساواة والهجرة وتغير المناخ والشباب وكذلك التنمية الحضرية المستدامة في المنطقة العربية.
وكذلك تم تنظيم دورات تدريبية لتنمية المهارات والمعرفة لمواجهة تحديات التنمية باستخدام منهجيات وأدوات مبتكرة لدعم أهداف التنمية المستدامة وتحقيقها. تمت الدورات التدريبية بإشراف قادة عالميون من وكالات الأمم المتحدة والجامعات المرموقة والحكومات المحلية والمؤسسات الأخرى من خلال أدواتهم ومنهجياتهم المبتكرة لتوفير طرق جديدة لمواجهة تحديات التنمية.